تحميل محور الغير مادة الفلسفة الثانية باك

تحميل محور الغير مادة الفلسفة الثانية باك






محور الغير مادة الفلسفة الثانية باك

الغير مادة الفلسفة الثانية باك , دروس و ملخصات و امتحانات وطنية محلولة و فروض و جذاذات لمادة الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا

الطرح الإشكالي -مجزوءة الو ضع البشري-


إن مفهوم الغير من المفاهيم الفلسفية الحديثة التي لم تحتل مركز الصدارة إلا مع فلسفة هيغل, بعدما كان كل اهتمام التفكير الفلسفي يتمحو ر حو ل الذات, و بما أن الذات قد تنتج أفكارا خاطئة حو ل مو ضو عات خارجية نتيجة خداع الحو اس, فإن هذا الأمر قد يدفع إلى الشك في الغير, و و ضع و جو ده بين قو سين, مما يترتب عن ذلك أن إنتاج معرفة حو ل الغير تتميز بالاختلاف, بل احتمال عدم إنتاجها أصلا, إضافة إلى تعدد و تنو ع العلاقة التي تربطنا به, و هذا ما يمكن التعبير عنه بو اسطة الأسئلة الآتية:
  • - هل الغير مو جود أم لا؟
  • - هل معرفة الغير ممكنة؟ و إن كانت كذلك كيف يمكن أن نبني هذه المعرفة؟
  • - ما طبيعة العلاقة التي تربط الذات بالغير؟

المحور الأول: وجود الغير -مجزوءة الو ضع البشري-


و جود الغير و الصراع

يكو ن و عي الذات و جو دا بسيطا لذاته حسب فريدريك هيغل تقو م ماهيته في كو نه أنا, غير أن الآخر هو أيضا و عي لذاته, باعتباره لا / أنا, هكذا تنبثق ذات أمام ذات, يكو ن كل و احد بالنسبة للآخر عبارة عن مو ضو ع, كل منهما متيقن من و جو د ذاته, و ليس متيقنا من و جو د الآخر, لكن مازال لم يقدم بعد أحدهما نفسه للآخر, تتمثل عملية تقديم الذات لنفسها أمام الآخر في إظهار أنها ليست متشبثة بالحياة, و هي نفس العملية التي يقو م بها الآخر حينما يسعى إلى مو ت الآخر, أي الأنا, إن و جو د الغير بالنسبة للأنا في تصو ر هيغل يتم بو اسطة الصراع من أجل الحياة و المو ت, لأن على كل منهما أن يسمو بيقين و جو ده إلى مستو ى الحقيقة بالنسبة لذاته, و بالنسبة للآخر.

وجود الغير و وجود الذات

إن المو جو د هنا باعتباره و جو دا فرديا خاصا لا يكو ن مطابقا لذاته – في نظر مارتن هايدغر – عندما يو جد على نمط الو جو د "مع / الغير", فهذا الو جو د المشترك يذيب كليا المو جو د هنا, الذي هو و جو دي الخاص في نمط و جو د الغير, بحيث يجعل الآخرين يختفو ن و يفقدو ن ما يميزهم و ما ينفردو ن به, مما يسمح بسيطرة الضمير المبني للمجهو ل, هذا المجهو ل ليس شخصا متعينا, إنه لا أحد, كما أن بإمكان أي كان أن يمثله, إن و جو د الغير – في تصو ر هايدغر – يهدد و جو د الذات من خلال إذابتها و سط الآخرين, و و سط المجهو ل.

المحور الثاني: معرفة الغير -مجزوءة الوضع البشري-


الغير و الحميمية

إن حميميتي, أي حياتي الخاصة هي عائق أمام كل تو اصل مع الغير, يقو ل غاستو ن بيرجي: "حيث تجعلني سجين ذاتي, فالتجربة الذاتية و حدها هي الو جو د الحقيقي بالنسبة لي, و هي تجربة غير قابلة للنقل إلى الآخر, فأنا أعيش و حيدا و أشعر بالعزلة, كما أن عالم الغير منغلق أمامي بقدر انغلاق عالمي أمامه, فعندما يتألم الغير يمكنني مساعدته, و مو اساته و محاو لة تخفيف الألم الذي يمزقه, غير أن ألمه يبقى رغم ذلك ألما خارجيا بالنسبة لذاتي, فتجربة الألم تظل تجربته الشخصية و ليست تجربتي", و هكذا تتعذر معرفة الغير – في نظر بيرجي – مادام الإنسان كائنا سجينا في آلامه, و منعزلا في لذّاته, و و حيدا في مو ته, محكو ما عليه بأن لا يشبع أبدا رغبته في التو اصل.

الغير بنية

إن الغير ليس فردا مشخصا بعينه – حسب جيل دو لو ز – بل هو بنية أو نظام العلاقات و التفاعلات بين الذو ات و الأشخاص, يتجلى هذا النظام في المجال الإدراكي الحسي, مثلا فأنا حين أدرك الأشياء المحيطة بي لا أدركها كلها و من جميع جهاتها و جو انبها و باستمرار, و هذا يفترض أن يكو ن ثمة آخرو ن يدركو ن مالا أدركه من الأشياء, و في الو قت الذي لا أدركه, و إلا بدت الأشياء و كأنها تنعدم حين لا أدركها و تعو د إلى الو جو د حين أدركها مجددا, و إذا كان هذا مستحيلا, فإن الغير إذن يشاركني إدراك الأشياء, و يكمل إدراكي لها, و هكذا يجرد دو لو ز الغير من معناه الفردي المشخص, و يضمنه معنى بنيو يا.

المحور الثالث: العلاقة مع الغير -مجزوءة الو ضع البشري-


علاقة الصداقة

إن الصداقة باعتبارها مثالا هي اتحاد شخصين يتبادلان نفس مشاعر الحب و الاحترام, في نظر إيمانو يل كانط و غاية هذا المثال هو تحقيق الخير للصديقين الذين جمعت بينهما إرادة طيبة, يتو لد عن مشاعر الحب تجاذب بين الصديقين, في حين يتو لد عن مشاعر الاحترام تباعد بينهما, إذا تناو لنا الصداقة من جانبها الأخلاقي فو اجب الصديق تنبيه صديقه إلى أخطائه متى ارتكابها, لأن الأو ل يقو م بهذا التنبيه لأجل خير الثاني, و هذا و اجب حب الأو ل للثان, بينما تشكل أخطاء الثاني تجاه الصديق الأو ل إخلالا بمبدأ الاحترام بينهما, لا يجب إذن أن تقو م الصداقة – حسب كانط – على منافع مباشرة و متبادلة, بل يجب أن تقو م على أساس أخلاقي خالص.

علاقة الغرابة

لقد رفضت جو ليا كريستيفا المعنى اليو ناني القديم لمفهو م الغريب المرتبط بالآخر, الذي نكن له مشاعر الحقد باعتباره ذلك الدخيل المسؤو ل عن شرو ر المدينة, أو ذلك العدو الذي يتعين القضاء عليه لإعادة السلم إلى المجتمع, إن الغريب في نظرها يسكننا على نحو غريب, و نحن إذ نتعرف على الغريب فينا نستبعد أن نبغضه في ذاته, إن الغريب يبدأ عندما ينشأ لدي – تقو ل كريستيفا – الو عي باختلافي, و ينتهي عندما نتعرف على أنفسنا جميعا و ندرك أننا غرباء متمردو ن على الرو ابط و الجماعات, كما انتقدت كريستيفا الدلالة الحقو قية المعاصرة للغريب التي تطلق على من لا يتمتع بمو اطنة البلد الذي يقطنه, لأنها تسكت عن و ضعية المختلف التي يتخذها الإنسان داخل جماعة بشرية تنغلق على نفسها مقصية المخالفين لها.

استنتاجات عامة -مجزوءة الوضع البشري-


هناك فرق بين الآخر و الغير, فإذا كان الآخر هو ذلك الكائن المادي الذي يتميز بو جو د و اقعي إلى جانب أو في مقابل الذات, فإن الغير مفهو م فلسفي نظري يتضمن الخصائص المجردة للآخر.

إن مفهو م الغير مفهو م يتضمن معرفة متناقضة حو ل الآخر, فتارة يحدده كأنا آخر باعتباره متطابقا مع الذات, و طو را يحدده باعتباره لا – أنا مركزا على مظاهر التناقض مع الذات.

إن العلاقة مع الغير في الحقيقة هي علاقة بصيغة الجمع, تتميز بالتعدد و التنو ع. تبدأ بعلاقة الحب و الاحترام و الصداقة, مرو را بعلاقة الغرابة و القرابة …, و تنتهي مع علاقة الصراع و التنافس و العداو ة.









Commentaires



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-