تحميل محور الحقيقة مادة الفلسفة الثانية باك

تحميل محور الحقيقة مادة الفلسفة الثانية باك






محو ر الحقيقة مادة الفلسفة الثانية باك

محور الحقيقة , مادة الفلسفة , الثانية باك , دروس و ملخصات و امتحانات وطنية محلولة و فروض و جذاذات لمادة الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا

تقديم : (محور الحقيقة)

يرتبط مفهو م الحقيقة بالمعرفة كفاعلية انسانية تتحدد من خلالها علاقة الانسان بذاته و بغيره و بالعالم، و يتحدد مجالها الاشكالي بسعي الانسان الى اكتشاف ذاته و الغير و العالم و فتح مغاليقها و ازاحة ما اشكل عليه فيها، من هنا يفتح مفهو م الحقيقة على مشكل طرقها و معاييرها و غاياتها و قيمتها .
  • |- ما علاقة الحقيقة بالراي ؟
  • |- هل الحقيقة معطاة ام انها بناء ؟
  • |- ما هو سبيل بلو غها ؟
  • |- ما علاقة الانسان بالحقيقة ؟
  • |- ما قيمة الحقيقة و لماذا نرغب فيها ؟
  • |- و هل الحقيقة منفصلة عن اضدادها كاللاحقيقة و الو هم ؟

المحو ر الاو ل : الراي و الحقيقة(محور الحقيقة)

عادة ما تنادي الفلسفات و منذ اليو نان ان طريق الحقيقة مفارق لعالم الحس و الراي، فافلاطو ن يرى ان عالم الحقيقة هو عالم المثل، و سقراط يو صي بعدم الاستكانة الى العادة و التقليد و الحس المشترك، فما تعتقد الجماعة انه حقيقي لا يعني بالضرو رة انه كذلك، فالحكم اذن هو العقل، على خلاف ذلك، هناك من يرى ان الحقيقة ليست حكرا على العقل و حده، ف-بليز باسكال- يعتبر ان العقل لا يمكنه احتكار الحقيقة، لان هناك طرقا اخرى لمعرفتها، منها القلب او العاطفة او الراي، فاذا كان العقل اداة لمعرفة القضايا عن طريق البرهنة و الاستدلال العقليين، فان القلب اداة لادراك المبادئ الاو لى عن طريق الشعو ر و الحدس، و يشير القلب عند -بليز باسكال- الى قو ة الادراك المباشر للحقائق، فالمبادئ هي الحقائق الاو لى التي يتعذر الو صو ل اليها بالاستدلال العقلي كالمكان و الزمان و الحركة و الاعداد ، . . . و عليها يستند العقل لتاسيس قضاياه و خطابه بكامله، اننا نشعر بالمبادئ اما القضايا فنستخلص بعضها من بعض عن طريق الاستدلال العقلي، و لكل منهما نفس اليقين و ان اختلفت الطرق المؤدية اليه، في مقابل هذا الطرح يرى الابستملو جي الفرنسي غاستو ن باشلار ان العلم يتعارض مع الراي، فالحقيقة العلمية لا ينبغي ان تاسس على الراي لان الراي تفكير سيئ بل انه لا يفكر البتة، انه يربط المعرفة بالمنفعة، و يترجم الحاجات الى معارف، ان الراي عائق ابستملو جي ينبغي هدمه و تخطيه و احداث قطيعة ابستملو جية معه .

استنتاج(محور الحقيقة)

يمكن ان نستنتج ان هناك مفارقة بين الحقيقة و الراي، فقد يبدو الراي هشا على اعتبار انه حقيقة خاصة مرتبطة بشخص او اعتقاد صادر عن الو جدان او العاطفة او القلب، و في المقابل نعتقد ان الحقيقة تكو ن صلبة حينما تصدر عن العقل، لكن الا يكو ن الراي اكثر صلابة من الحقيقة ؟ الا نؤمن و نركن لما يصدر عن القلب و الو جدان اكثر مما نرتاح لما يصدر عن العقل ؟ الا يكو ن العقل عاجزا عن معرفة كل شيء ؟


المحو ر الثاني : معايير الحقيقة(محور الحقيقة)

  • |- على ماذا يمكن ان تتاسس الحقيقة ؟
  • |- ما معيار صدقها و صلاحيتها ؟
  • |- و من اين تستمد الحقيقة قو تها ؟

يعتبر رو ني ديكارت ان الافعال العقلية التي تمكن من بلو غ الحقيقة هما الحدس و الاستنباط، و يعني الحدس في نظره ادراكا عقليا بسيطا يصدر عن عقل خالص و يقض، لا يبقى معه ادنى شك، اما الاستنباط فهو مصدر غير مباشر لادراك الحقائق يتم من خلاله استنتاج حقائق جديدة من حقائق او لى معلو مة من قبل و ان لم تكن بديهية، فالاستنباط يضمن الترابط الضرو ري بين الحقائق الاو لى و النتائج، لذا يربط ديكارت قو اعد المنهج بالحدس و الاستنباط، فالبداهة ترتبط بالحدس، اما التحليل و التركيب و المراجعة فترتبط بالاستنباط .

استنتاج(محور الحقيقة)

نستنتج ان ادراك الحقيقة يتم بو اسطة الحدس او لا ثم الاستنباط ثانيا، لانهما فعلان لفحص الحقائق و تمييزها عن الاخطاء، بل هما اساس المنهج المؤدي الى الحقيقة .

اما الفيلسو ف الهو لندي بارو خ اسبينو زا فيرى ان الحقيقة معيار ذاتها و لا تحتاج لاي شيء خارج عنها، انها بديهية و اضحة تفرض نفسها بو ضو حها التام، على النظر و لا يمكن حجبها، انها في نظر اسبينو زا كالنو ر بها ينقشع الظلام، و هي بذلك لا تحتاج الى ما يكشفها او يؤكدها، و من ثمة فهي التي تكشف و تضيء جميع الافكار .

اذا كانت الحقيقة تستهدف بلو غ اليقين و الاقناع و فرض سلطتها المعرفية، فان ذلك يطرح مشكل معاييرها و سبل تحقيقها لذلك، فهل تكو ن كذلك لكو نها حدسية ام عقلية ام و اقعية، و يتضح من خلال ما سبق ان معيار الحقيقة يتمثل في انسجام الفكر مع ذاته و مع مبادئه من منظو ر عقلاني، اما الاتجاهات التجريبية فيكو ن معيارها لديها مدى مطابقتها للو اقع .

المحو ر الثالث : الحقيقة بو صفها قيمة(محور الحقيقة)

  • |- ما قيمة الحقيقة ؟
  • |- هل تستمد قيمتها الفلسفية من ذاتها كحقيقة ام من خلال اضدادها كالتيه و الخطا و الو هم ؟
  • |- اليست للحقيقة قيمة نفعية ؟
ينتقد هايدجر التصو ر التقليدي للحقيقة لانه يتاسس على مفهو م المطابقة،انها في نظره تتمثل في العلاقة الاشهادية بين الحكم و الشيء، فالحكم يشهد و يحضر الشيء امامنا باعتباره مو ضو عا، و تنبثق الحقيقة باعتبارها انكشافا للمو جو د امام فكر منفتح عليه، و يدل الكشف من هذا المنظو ر عن نسيان و نفي للخفاء، و تكو ن الحقيقة كانكشاف مشرو طة بالذات و حريتها، و اذا كان الامر كذلك و بما ان الذات تتحدد من خلال و جو دها مع الغير، اي من خلال الو جو د الزائف الذي يخلقه -الو جو د ـ مع ـ الغير-، و هذا الو جو د هو نسيان للمو جو د و انصراف الى ما هو اكثر رو اجا، فان الحقيقة تكو ن مشرو طة باللاحقيقة و التيه، باعتبار التيه هو ميدان نسيان الو جو د .

استنتاج(محور الحقيقة)

نستنتج ان الانسان لا يقيم في الحقيقة فقط، بل يقيم في اللاحقيقة و في التيه كذلك، من هنا لا يمكن للحقيقة ان تشتغل في معزل عن اللاحقيقة، اي ان الحقيقة ليست قيمة مطلقة و ليست لها ماهية خاصة معزو لة عن ضدها و هو التيه، من منطلقات فلسفية مغايرة يربط -اريك فايل- بين الحقيقة و الخطاب، فمشكل الحقيقة لا يمكن اختزاله في مطابقة الفكر للو اقع ليكو ن الخطا، بالتالي تعبيرا عن عدم المطابقة بينهما ان مشكل الحقيقة في نظر فايل هو مطابقة الانسان مع الفكر، ذلك من خلال بناء خطاب متماسك عقلاني يؤسس المعنى و ينفي العنف، ان الو عي الصحيح اذن لا يتحدد في امتلاك الحقيقة بل في الفعل و فهم الفعل، و قيمة الحقيقة لا تتحدد في تجاو ز الخطا و اللامعنى بل في الغاء العنف لصالح المعنى .

خلاصة عامة(محور الحقيقة)

يتضح من خلال ما سبق ان الحقيقة مفهو م اشكالي يحيل على تفكير الانسان في ذاته و في العالم و الغير، و من جهة اخرى تحيل الحقيقة كغاية للمعرفة البشرية على مفاهيم محايدة لها كالراي و القلب ، . . . كما يحيل التفكير في الحقيقة على مشكل معاييرها، فبقدر ما يطرح الحدس و الاستنباط العقلي كاسس لها، بقدر ما يعتبر البعض انها معيار ذاتها، و اخيرا تحيل الحقيقة كقيمة على التو تر الانطلو جي بينها و بين اضدادها كاللاحقيقة و التيه و الو هم و الخطا و العنف . . .

خلاصة المجزو ءة(مجزوءة المعرفة) 

يتاسس الو جو د البشري على نشاط عقلي منتج للمعرفة، و جو د لا يتو قف عند و عيه بذاته و بالعالم و بالغير، بل يحاو ل فهم و تفسير ذاته و غيره و العالم، و غايته في ذلك بلو غ الحقيقة و المعرفة باعتبارها فعالية انسانية تتميز من جهة بالمو ضو عية حين تحاو ل التعامل مع الو اقع و مع الظو اهر الانسانية بمناهج اختبارية تتاسس على التجريب و الصياغة الرياضية، و من جهة ثانية تتميز بحضو ر الذات و تجاو ز المو ضو عية، بحيث لا ينصت العالم للطبيعة بل يسائلها و يستنطقها من خلال اعتماد فرو ض و كيانات من انتاج الذات، و اذا كانت الحقيقة في الاو لى مو ضو عية مستقلة عن تدخل الذات، تكو ن في الثانية ذاتية، من هنا يتضح انه في مجال المعرفة الانسانية يصعب و ضع خط فاصل بين ما هو مو ضو عي و ما هو ذاتي، و من ثمة تفترض المعرفة البشرية مقاربة مفتو حة يتداخل فيها الذاتي و المو ضو عي، العقلي و الو اقعي، الحقيقي و اللاحقيقي، النظري و التجريبي . . .


Commentaires



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-