تحميل التأطير الاشكالي العام لمجزوءة الوضع البشري - الفلسفة الثانية باك

تحميل التأطير الاشكالي العام لمجزوءة الوضع البشري - الفلسفة الثانية باك






التأطير الاشكالي العام لمجزوءة الوضع البشري - الفلسفة الثانية باك

التأطير الاشكالي العام لمجزوءة الوضع البشري - الفلسفة الثانية باك , دروس و ملخصات و امتحانات وطنية محلولة و فروض و جذاذات لمادة الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا

عندما نتحدث عن الوضع البشري, فإننا نقصد بذلك كل ما يحدد الذات البشرية ويشكلها في مختلف مستويات وجودها, تلك المستويات التي تتصف بالتداخل والتشابك, الأمر الذي يجعل من هذا الوضع وضعا معقدا يصعب النفاذ الى عمقه وكنهه ; ولعل الصعوبات الأساسية التي تعترض سبيل كل من يحاول معرفة هذا الوضع, تتمثل في مكوناته التي يتداخل فيها ما هو مرتبط بالذات كذات, و ما هو مرتبط بالذات في علاقتهما بالأخرين, و ما هو مرتبط بالذات في علاقتها بالزمن.., أي ما هو متعال عن الزمان والمكان, و ما هو مرتبط بهما ; إن هذا الوضع المتشابك يحيلنا من جهة الى مسألة الشخص و ما يتعلق بهويته, باعتباره ذاتا قادرة على إدراك ذاتها, ومعرفة خصوصياتها, بفضل و عيها أو و عيها بذلك الوعي أو شعورها بإحساساتها...,

و من هنا تطرح مسألة الهوية الشخصية, أي ما الذي يجعل كل شخص هو بالنظر الى ذاته ؟. ما الذي يميز هذا الشخص عن ذاك, ويمنحه كينونته الخاصة ؟, وهل تعتبر هذه الهوية الشخصية هي ما يمنح الشخص قيمته, مقارنة مع باقي الكائنات الأخرى, أم أنه يستمد تلك القيمة من بعد آخر غير وعيه الذي _ وإن كان قادرا على الارتقاء به الى مستوى أعلى من مستوى الكائنات الأخرى _ لا يمنحه غير قيمة مبتذلة و منحطة ؟ الى جانب هوية الشخص وقيمته, تطرح أيضا مسألة الوضع الإشكالي لوجوده, بين خضوعه لحتميات و ضرورات لا يستطيع التخلص منها, باعتبارها ما يحدد ذلك الوجود ; و بين قدرته على التعالي عن ذلك الوضع, باعتباره ذاتا واعية مفكرة.., من هنا نستطيع أن نميز بين الوضع البشري, و بين الطبيعة البشرية, فإذا كان الوضع البشري يحيل الى ما هو كوني, ومشترك, و متعالي في الإنسان, فإن الطبيعة البشرية تشير الى العناصر الموضوعية التي تحيط بهذا الإنسان أو ذاك, و هي العناصر المرتبطة بالتاريخ, والظروف الاجتماعية، والضرورات المتحكمة في الإنسان... ;

و عندما ننفتح على علاقة الذات بالآخر, تبرز مسألة الغير باعتباره ذلك المماثل و المخالف للذات ; فإذا كان لكل شخص هويته الخاصة به, فكيف يمكن للهوية الذاتية أن تثبت وجود هوية أخرى تتماثل معها, وتختلف عنها في آن واحد ؟ كيف يمكننا إثبات وجود الغير انطلاقا من هذه الثنائية التي تجعل منه ذاتا وموضوعا في نفس الوقت ؟ فإذا كانت موضعته قد تختزله الى مجرد موضوع أو شيء فكيف يتأتى لنا فهم طبيعة وجوده؟ و إذا نحن تجاوزنا ذلك و أثبتنا للغير وجوده، فهل تتأتى لنا معرفته انطلاقا من نفس الاعتبار؟ ألا تشكل ثنائية ذات / موضوع عائقا أمام تحقيق تلك المعرفة ؟ و إذا تجاوزنا الصعوبات التي يثيرها وجود الغير مثلما تثيرها معرفته, فما هي طبيعة العلاقات الممكنة بين الذات والغير, هل هي علاقة داخلية أم خارجية ؟ هل هي علاقة تعاطف, أو تواصل, أو غرابة, أم ماذا ؟.
Commentaires



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-